طريق أكتوبر، حرب الاستنزاف وقمة مصر والاتحاد السوفياتي
كل الظروف تؤدي إلى موسكو
محمد حسنين هيكل:مساء الخير. أظن أن هذا اللقاء على مستوى القمة بين مصر وبين الاتحاد السوفياتي والذي جرى يوم 30 يونيو سنة 1970 هو واحد من أهم اللقاءات في تاريخ العلاقات العربية السوفياتية لأن هذا الاجتماع على مستوى القمة جاء في لحظة شديدة التوتر وشديدة الحرج ومفعمة مثقلة بالاحتمالات في ذلك الوقت، في ذلك الوقت الأزمة أزمة الشرق الأوسط وصلت إلى الذروة بمعنى أنها وصلت إلى حيث أصبحت تؤثر على الموازين بين القوتين العظميين، في ذلك الوقت أيضا حصل أن موازين القوى في البحر الأبيض المتوسط تأثرت نتيجة للثورة الليبية وما ترتب عليها وما تداعى منها حتى بغير قصد، والحاجة الثالثة أنه في هذه اللحظة كان في مبادرة روجرز طرحت، مصر رفضت مشروع روجرز الأول الذي قدم في ديسمبر سنة 1969 لكنها أبدت قبولا أو أبدت اتجاها إلى قبول مبادرة روجرز التي جاءت في ذلك الوقت والمشكلة فيها أن هذه كانت مبادرة أميركية في حين أن مشروع روجرز الأول كان نتيجة لمحادثات أو لاتصالات سوفياتية أميركية في فترة نحن كنا تركنا فيها الاتصالات للاتحاد السوفياتي لكي يتأكد -الاتصالات السياسية يعني- لكي يتأكد أنه ليس هناك شيء اسمه الحل السلمي وهكذا في ظروف أنا تكلمت فيها قبل كده جاءت مبادرة روجرز وبدا أننا يمكن أن نقبلها أو بدا أنها ممكن على وشك القبول وفي واقع الأمر هي كانت مقبولة. الحاجة الأهم في اعتقادي أنه في ذلك الوقت عملية التصعيد على الجبهة كانت بلغت درجة حقيقة يطمئن إليها بمعنى أنه في مساء اليوم السابق بالضبط كانت دخلت الصواريخ من طراز سام3 إلى الجبهة واحتلت أجزاء من حائط الصواريخ وبدأت تمارس عملها وحين جاء الإسرائيليون للاستكشاف أسقطت عدد من طائرات الفانتوم ما بين ستة وثمان طائرات. فالذهاب إلى موسكو في تلك الليلة وذلك الصباح وبدء الاجتماعات واقع الأمر كان موجودا في مناخ يعطي للزيارة أهمية مختلفة وفي واقع الأمر أنها كانت أيضا بحاجات كثيرة قوي كانت فيها مختلفة. الحاجة الأخرى يعني أنه كان في إحساس لدى كل الأطراف أن هذا هو اللقاء الأخير بين القيادة المصرية والقيادة السوفياتي قبل شيء كبير سوف يجري على جبهة القتال وكل الأشياء تشير إليه وتمهد له، الحاجة الثانية أنه سوف يمر وقت طويل ربما في الغالب قبل أن تلتقي القيادتان مرة ثانية لأن الظروف سوف تأخذ كل واحد منهم في مشاغله وفي هذه الفترة فقد كان هناك حرص كبير جدا على أن مفتاح أن تكون الطرق كلها سالكة في وقت أزمة كبيرة وصراع كبير قادم يبدأ بأن طرق الفهم تبقى سالكة ولذلك كان في اعتقاد أو في تصور مبكرا أن هذا هو اجتماع مهم جدا أو اجتماع له تأثيره على مستقبل لظروف حافلة بالمخاطر. في الاستعداد للاجتماع ده أظن أن إحنا عملنا زي ما بيحصل مرات كثير قوي عملنا تصورا لما يمكن أن تجري عليه المحادثات والتصور جرى بعد مناقشات طويلة والتصور أنا كاتبه بخط يدي لكن وده الورق اللي ممكن يحطه جمال عبد الناصر ويستعمله ويرجع إليه وهو يتكلم في موضوعات المحادثات، الورق مكتوب بخطي لكن الأهمية اللي فيه في اعتقادي أنه بوسط الكلام هناك بخط جمال عبد الناصر تعديلات وإشارات وعلامات، لكن رحنا مستعدين بما نريد أن نثيره في المفاوضات لكن كان في خارج كل ما تقتضيه المفاوضات كان في نوعين من المسائل، كان في مشاكل عالقة نحن نعلم أنها تؤثر في تصرفات القادة السوفيات حتى وإن لم يفصحوا عنها بوضوح، الكلام بيجي أنه في مشاكل عالقة وفي أسباب للالتباس وفي أسباب لسوء الفهم وهذا كان موضوعا لا بد من إثارته، الحاجة الثانية أنه في ذلك الوقت أيضا ونتيجة لعمليات استعداد على الجبهة والإدراك بعد مؤتمر طرابلس لدول المواجهة أننا في الغالب مصر سوف تدخل المعركة وحدها في البداية وأنها سوف تكون على الجبهة المصرية وقد تكون لهذا تداعيات على جبهات أخرى وقد لا تكون لكن التخطيط يقتضي أن مصر لا بد أن تكون مستعدة لمعركة كبرى وحتى لو أدى الأمر هي فيها وحدها وعليها أن تدرك ذلك منذ اللحظة الأولى وهذا يقتضي طلبات أخرى مهمة خصوصا في موضوع جسور العبور لأنه في جسور العبور على سبيل المثال لو أنه في عمل على الجبهة السورية يبقى الموضوع مختلفا على الجبهة المصرية بمعنى أن الطيران الإسرائيلي يوم عمليات العبور لن يركز بكامل طاقته على الجبهة المصرية وعلى جسور العبور إذا كان في عمليات في سوريا أما إذا لم تكن هناك عمليات في سوريا أو في غيرها على الجبهة الشرقية فمعنى هذا أن كامل قوة الطيران الإسرائيلي سوف تكون فاعلة فوق الجسور وفي ذلك الوقت إحنا عندنا جاهزين تقريبا حوالي تسعة جسور، في خمسة بيتصنعوا في المصانع الحربية لكن هناك رغبة في الحصول على جسور جاهزة التصنيع لكي تستطيع أن تكون في الخدمة في ظرف التركيز على الجسور سوف يكون كبيرا، ففي نوعين من القضايا في مشاكل عالقة وفي طلبات ملحة مطلوبة فبقى في ثلاث حاجات في واقع الأمر في جدول الأعمال، في الموضوعات السياسية الأصلية موضوعات المحادثات، في موضوعات عالقة لأسباب سوء الفهم وفي موضوعات فيها طلبات، لما رحنا الاتحاد السوفياتي في أول.. طبعا أول يوم في الجلسة أول يوم في الاجتماعات كان حصل طبعا أنه.. كان حصل مسألة متعلقة بي لأنه أنا بأحضر هذه الاجتماعات كوزير لأول مرة كعضو رسمي في الوفد المصري، قبل كده موجود أنا قريب وموجود في كواليس المحادثات وموجود في الصالونات لكن ليس على مائدة المفاوضات فأول ما دخلنا والرئيس في الصالون المجاور لقاعة الاجتماعات الرئيس عبد الناصر قال حاجتين، قال إنه في أخبار مهمة على الجبهة جاية ده قبل ما يقدم الوفد المصري لكن أول ما شاف بريجنيف قال له في أخبار مهمة حصلت على الجبهة المصرية وفي طيارات كثيرة بتقع فبريجنيف زعيم الحزب الشيوعي في ذلك الوقت الاتحاد السوفياتي بيقول لجمال عبد الناصر بينكت برضه كالعادة بيقول يظهر أن الحرب الحقيقية لم تبدأ إلا بعد ما الفريق فوزي سافر من مصر، فالرئيس عبد الناصر قال له نبقيه هنا خلاص نخليه هنا لكي تستمر الحرب، وبعدين بيقدمني له بيقدم أعضاء الوفد وبعدين جاء دوري فغروميكو وزير الخارجية السوفياتي الواقف جانب بريجنيف بيقول كويس قوي أن غاستاديم هيكل موجود معنا على الطربيزة كوزير مسؤول بحيث ما يقدرش يكتب زي ما هو عاوز وبعدين يقول والله أنا صحفي حر فيما أكتبه، دلوقت هو موجود رسمي فنحن سوف نراقبه لأنه دلوقت بقى موجود رسمي فأي حاجة حيكتبها حنحاسبه عليها، فعلي صبري كان موجودا واقفا جانب الرئيس فبيقول كمان دلوقت كمان الحزب أيضا في مصر -يقصد الاتحاد الاشتراكي- سوف يراقبه، وأنا قلت للرئيس عبد الناصر يظهر ده اللي أخذته من الوزارة أنا أني بقيت موجودا تحت رقابة طرفين، على أي حال يعني لكن كلام تخفيف الجو ودخلنا قاعة الاجتماعات وكل واحد قعد في مكانه وبدأت المناقشات لكن بدأت بداية، جمال عبد الناصر قال إيه؟ هو عادة في أي محادثات كان يضايقه أن ينتظر لما يسأله الطرف الآخر فيما يريد أن يسأله فيه إذا كان في أسباب لسوء الفهم فهو كان دائما يؤثر أن يبتدي يتكلم يطرح ما قد يُسأل فيه قبل أن يُسأل ويتصور أن ده يحرره من وضع سائل ومسؤول، فهو بدأ على طول بدأ قال، بدأ طبعا في المراسم التقليدية بريجينيف بيقول إن إحنا بنرحب والترحيب الطبيعي وبعدين بيقول إنه إحنا قدامنا جدول أعمال مهم وقدامنا أي قضايا قد يرغب الوفود في إثارتها وعاوزين نتكلم هذه المرة بصراحة، فجمال عبد الناصر قال له أنا الحقيقة أيضا أنت سبقتني إلى ما أريد ان أقوله إنه نحن هذه المرة نريد أن نتكلم بصراحة لأنه نحن مقبلون على أوقات وعلى ظروف وعلى قرارات لا تجدي فيها إلا أن يكون كل طرف منا على علم وبينة كاملة بما يفكر فيه الطرف الآخر ولذلك أنا حأبدأ وحأبدأ خارج جدول الأعمال، نركن جدول الأعمال اللي أعدوه وزراء الخارجية ونركن الأوراق اللي كلها محضرينها ونتكلم فيما أنا أعتقد لا بد من إثارته وبوضوح ومن غير تردد. أنا أولا في هذه المحادثات أنا قاعد على الطربيزة وأظن حاولت أعمل حاجة أنا دائما كنت أعتقد فيها يعني أنا كتبت بخطي في هذه المحادثات كتبت ثلاثة دفاتر كاملة لأني أردت أن أسجل مش بس كل الكلام كل خلجة وكل حركة لأنه أنا أعتقد ودائما كان عندي خلاف مع إخوانا في الخارجية أن المحاضر بتتكتب بتلخص ما جرى ولا تكتب عندنا إحنا نصوصا لما جرى ولا تكتب المناخ الذي جرى فيه ما جرى ولا تكتب استخلاصات مما جرى، كنت دائما أقول لإخوانا في الخارجية وفي كل حتة أنا كنت فيها حتى في الأهرام في الصحافة يعني أنا كنت أتصور أنه ضروري أن كل حد ولكي يكون السجل كاملا أن يكتب ثلاثة أشياء، يكتب ما دار تفصيلا ثم يكتب إشارات تدل على المناخ الذي جرى فيه الحوار ثم في النهاية استخلاصات لما يمكن أن يستفاد مما قيل، سمع أو رؤي لأن صانع القرار بعد كده أجيال أخرى جاية بعدنا لا بد أن يكون أمامها توثيق كامل تستطيع فيه أن تواصل سياق سياسات معتمدة لبلد لا تتوقف فيه القرارات على أمزجة من يجيء في أي لحظة لأنه لا بد أن يكون كل من هو قادم على علم وعلى بينة كاملة ليس فقط بالحوار لكن أيضا بالأجواء اللي جرى فيها ما جرى فأنا حاولت في هذه الملفات الثلاثة في هذه الدفاتر الثلاثة وبعثتها بعد كده للخارجية وبعثتها طبعا سبتها في وزارة الإعلام ما أعرفش راحت فين وأيضا الأصل فضل عندي على أي حال يعني لكن بأتكلم هنا معتمدا على ما كتبته لأنه أنا حاولت أن أسجل حتى كل دخول وخروج في القاعة، كل ورقة فاتت في القاعة إلى درجة أنه أنا رحت أخذت من الماريشات غريتشكو بعد انتهاء الجلسة ورقة كان قاعد يتسلى لما كان مرات بنتكلم في حاجات عسكرية هو كان قاعد يرسم حاجة فأخذتها منه لأنه أنا كنت حريصا بشكل أو آخر ولا أزال أتصور أن ده أسلوب لا بد أن يتبع أن السجلات تبقى كاملة.
توضيحات تستبق العتاب
محمد حسنين هيكل: على أي حال في هذه الجلسة بدأ جمال عبد الناصر قال أنا عايز أتكلم فيما يجب أن نتكلم فيه، واحد أنا أعلم أن لديكم عتابا علينا لأننا نصحنا ليبيا بأن تشتري طائرة ميراج فرنسية ولا تشتري طائرات الميغ وهذا أنا عارف أنه موجود عندكم عند العسكريين وعند المدنيين وخصوصا عند الجماعة الاقتصاديين اللي بيتصوروا أن ليبيا كانت تقدر تشتري ميراج وأن تدفع ثمنها نقدا لذلك عايز أتكلم فيها مباشرة، عايز أقول لكم بوضوح ليه إحنا رجحنا واتصلنا بالليبيين وأنا قلت -شاور علي- خليت هيكل يروح للرئيس القذافي ويقول له إن إحنا رأينا أن يشتري ميراج بدل الميغ، الأسباب وأنا بأقولها بوضوح كنا عايزين قوي ما عندناش مانع أبدا أن ليبيا تشتري منكم الميغ لكن نحن وببساطة ما يقودنا في هذا العمل هو موضوع إمكانية الكفاءة العسكرية فوق ميدان القتال، طائراتكم بديعة اللي عندنا مهمة قوي ونحن نعتمد عليها سواء السوخوي أو الميغ أو التي يوز كل الطائرات كلها تؤدي أغراضها لكن نحن كنا بنلح باستمرار في قاذفة وأنتم ما عندكمش قاذفة، فضلا عن ده فإحنا كنا محتاجين مدى للطائرات، إحنا عملنا تجربة وكان معنا فيها خبراؤكم ومساعدو الجنرال كاتيشكن اللي هو كبير الخبراء وعملنا تجربة قسناها، قسنا كم تبقى طائرة بعد عبور خط قناة السويس في الشرق، طائرة قامت من مطار من مطارات الجبهة وعبرت فوق قناة السويس ودخلت للشرق فوق سيناء أو في اتجاه إسرائيل كم تستطيع أن تبقى فوق الأهداف واكتشفنا ووجدنا وتأكد لدينا وخبراؤكم كانوا معنا أن الميغ تستطيع أن تبقى في الشرق 25 دقيقة وأن الميراج تستطيع أن تبقى في الشرق ساعة كاملة وأن الفانتوم حسب ما حسبنا عندنا إحنا بالاتجاه العكسي يعني باللي بتعمله إسرائيل تستطيع ان تبقى ما هو أكثر من ساعة ولذلك فإحنا سواء بسبب قدرة الميراج كقاذفة هي الوحيدة اللي في متناولنا وأنتم ما أدتوناش ما عندناش فسواء لقدرتها كقاذفة سواء بالنسبة للمدى فيما نريده ونحن داخلون في معركة جزء منها هجومي لأنه لا فائدة إطلاقا نحن نعمل عمليات دفاع دون أن تكون هناك عمليات ردع وهذا منطق إحنا كررناه باستمرار بمعنى أن نستطيع الوصول فإحنا لهذا السبب لهذه الأسباب وبموضوع عسكري بحت نحن فضلنا أن ننصح الليبيين عندما طلبوا رأينا وإحنا عارفين أنهم بيتناقشوا أن يروحوا للميراج وأنا عايز أقول ده بصراحة لا يعني إطلاقا أن إحنا بنحاول نعرقل صفقة بالنسبة لكم ولا يعني أن إحنا بنحاول نسيء إلى سمعة سلاحكم بالعكس نحن نزكي سلاحكم حين نربط أرواح أبنائنا بالقتال به فنحن هنا نكرم سلاحكم أيضا لأنه نطمئن إليه نعهد إليه بحياتنا وحياة شبابنا.
محمد حسنين هيكل: الحاجة الثانية، أنا عارف أنكم أنتم تضايقتم بسبب أشياء جرت في السودان أو عندكم ناس، وهنا بص لبالاماريوف لأنه إحنا لما دخلنا في قاعة الاجتماعات كان بدا أنه في وجوه أخرى جديدة داخلة في الاجتماعات، ما كانش بس في بريجنيف اللي هو قائد الدولة ما كانش في بس بادغورني اللي هو رئيس الدولة وما كانش في بس كوسيغن رئيس الوزارة وغروميكو وزير الخارجية وغريتشكو وزير الدفاع لكن لاحظنا أيضا أنه موجود بالاماريوف وهو المسؤول العقائدي في لجنة الرئاسة، فجمال عبد الناصر بيقول نحن نعلم أنكم تضايقتم بعدما حصل في السودان أحداث جزيرة آبا تصور إخوانا الشيوعيون في.. الحزب الشيوعي وهو حزب قوي وشرعي في السودان كان ويرأسه الأستاذ عبد الخالق محجوب، تصور بعض إخوانا أن ضرب أو ما جرى في الجزيرة آبا وأن تصفية جيب من جيوب المهدية وما يبدو أنه يعني بتقولوا.. تقليدية أنها فرصة للحزب الشيوعي ونحن نصحنا النميري أن هذا ليس وقت استقطاب في السودان، أن هذا وقت وحدة وطنية في السودان وعلى كل راغبي الاستقطاب أن يبتعدوا وذلك النميري كان بيشتكي من نشاط كثير قوي موجود عنده ونحن طلبنا منه أن يبعث لنا في القاهرة طرفين، يبعث السيد عبد الخالق محجوب ويبعث السيد الصادق المهدي وهو وريث الهادي المهدي في ذلك الوقت يبعثهم موجودين في القاهرة ونحن سوف نتفاهم معهم، ومع عبد الخالق محجوب مكتبي شافوه في مكتبي تكلم مع السيد سامي شرف أنه راح لمكتب سامي شرف وأنهم قالوا له أنت في القاهرة لتخفيف التوتر في السودان ولست معتقلا ولا مبعدا وأنت في أي وقت عايز تسافر فيه أوروبا الشرقية تفضل ونحن نرتب لك لكن بلاش في السودان في هذا الوقت. أيضا لما جاء صادق المهدي أنا بعثت له وشاور علي ثاني هيكل وراح شافه فعلا ومعه تذاكر سفر له ولأسرته وقال له القاهرة ليست منفى لأحد القاهرة مضيفة إذا أردت أن تبقى بعيدا عن الأجواء في السودان في اللحظة الحالية وإذا أردت ففي تذاكر لأوروبا في أي مكان أنت عايز لك ولأسرتك لكن إحنا رأينا أن هذا أسلم وضع لتهدئة الظروف والأجواء في السودان بعد حدث كبير الذي جرى في جزيرة آبا لأن هذا ليس وقت استقطاب في السودان وإحنا عارفين أنكم زعلتم لأنه إحنا أبعدنا عبد الخالق محجوب وقلنا هاتوه عندنا ويسافر بعد كده أوروبا الشرقية إذا كان يحب لكن بلاش في السودان، السودان لا يحتمل في هذه الظروف السودان جاهز لحرب أهلية وحرام في هذه الظروف أن يبقى في أسباب للتوتر فأنا عارف أنكم تأثرتم. الحاجة الثالثة أنا أعلم أنكم بشكل أو آخر زعلتم في ناس زعلوا لما أنا سألني الجنرال كاتيشكن في آخر مرة أنا كنت فيها هنا عما إذا كان الخبراء السوفيات يلبسوا بدلا عسكرية في أثناء وجودهم في مصر وأنني رفضت اعتذرت له لأني وأعرف أنه قيل لنا بعد كده وقيل لضباط مصريين كثير قوي إن الضباط بتوعكم الموجودين في الخدمة عندنا وإحنا بنقدر خدماتهم جدا يشعرون أنهم كما لو كانوا mercenaries كما لو كانوا مرتزقة لأنهم بيضطروا يلبسوا overall زي العمال كده وأنهم بيحسوا أنهم رتبهم العسكرية وبدلهم العسكرية في غياب بدلهم العسكرية ما بيحسوش أنهم جنود وأنهم عسكريون وأن هذا يقلقهم ويجرح كبرياء العسكري الروسي، واحد أنا عايز أقول لكم بوضوح إن إحنا من أكثر الناس الحريصين على كبرياء أي عسكري روسي، العسكرية الروسية بالنسبة لنا نحن نحترمها جدا لكن ببساطة هذا وضع إذا.. إحنا لا نستطيع أن نقبله أولا لأسباب نفسية وإحنا شرحناها وأنا قلتها للجنرال كاتيشكن أن ده حيذكر الضباط المصريين كما لو أنه بعثة، الحاجة الثانية أنه في مسألة لو أن هؤلاء الخبراء لبسوا ملابس عسكرية وهم يؤدون مهام كأنكم بتقاتلوا كأن هذا قتال رسمي للقوات السوفياتية وإحنا مش عاوزين نعرضكم لهذا، عاوزينكم تبقوا بالدرجة الأولى مستريحين لمهام عاوزين ضباطكم يبقوا أقرب إلى الخبراء منهم إلى المقاتلين، أنا مش عايز خبيرا يبقى لابس بدلته العسكرية لكن عايز خبيرا عقله جاهز أما بدلته العسكرية فهنا قد تؤذي أكثر مما كذا لكن هذا موضوع أنا أريد أن أتناوله بصراحة. الحاجة الأخرى الرابعة أنا أعلم وكده بوضوح أنكم متضايقون من بعض الذي يجري في ليبيا، متضايقون من كلام قاله القذافي لأنه نقل إليهم أن القذافي وهذا صحيح على أي حال كان قاله، طبعا الرئيس القذافي له تصريحات باستمرار يعني كثير وبعضها جامح وبعضها أنا أتصور أنه هو بيعمله لأنه بقى جزءا من شخصيته بقى character بيؤدي هذا الدور اللي بيسموه (كلمات فرنسية) يعني الحد الشقي اللي بيتخانق يعني وعلى أي حال جزء من شخصيته أنا ما عنديش اعتراض يعني مانيش متحمس قوي لهذا الجزء لكن يعني بأشوفه يعني لكن أنتم.. وقتها كان القذافي قال في تصريح إنه لا في فرق بين كيسنجر وكوسيغن أهم اسمين زي بعض وتصرفات زي بعض. هنا عند ليبيا على فكرة كل القيادة السوفياتية كلها عينيها بتضوي وراح كاسيغن رئيس الوزارة قال أنا عاوز أعرف هم دخلهم قد إيه، بدأ يحسب ورق ويطرح وإحنا في الجلسة ويطرح لأن بترولا على البحر الأبيض بهذه الثروة بهذا العدد القليل من السكان بهذا الشاطئ على البحر الأبيض كان بشكل أو آخر مستوليا على خيال كوسيغن وعلى غيره يعني، بريجنيف بيقول في بورجوازية بتشتغل فجمال عبد الناصر قال له أترجاك لا تطبق على ليبيا ولا على القذافي هذه المقاييس التقليدية، ما تقولش برجوازية وما تقولش طبقة عاملة أنت لا تزال في مجتمع قبلي أنت بتتكلم على بلد فيه اثنين مليون بني آدم وبتتكلم على بلد خارج طالع على العصر الحديث لأول مرة وهو روابطه القبلية موجودة وما تحطوش ما تصنفوش طبقيا بالطريقة اللي أنت بتتكلم فيها وما تقولش لا برجوازية ولا كلام من ده، بعدين الشباب دول أرجوك أن تعرف أن الشباب دول سنهم ما بين 25 إلى 35 وهم قادمون تقريبا عملوا ثورة نحن نعتقد أنها كانت مستحيلة وهم نفسهم كانوا بيقولوا إن نسبة النجاح فيها كانت واحد في المليون ونجحت ونجاحها أدى إلى تغييرات كبيرة جدا لكن أرجوك تعرف أن الشباب القائمين بها لا يزال أمامهم وقت كبير جدا لكي يتعلموا وأظن سوف يتعلمون ولا بد أن نعطيهم الوقت ولا بد أن يكون هناك حرص على هذه الأوضاع في ليبيا لأنه مع الأسف الشديد ليبيا جائزة كبيرة جدا وكل حد في العالم بيحاول يسعى إليها كما أن قوى الإقليم من أول البعثيين والشيوعيين والإسلاميين والناصريين الجماعة بتوعنا أيضا كلهم بيتسابقوا عليها وكلهم فيما نعتقد أضروا بالأوضاع أكثر مما نفعوها لكن علينا أن نتفهم أنه نحن أمام وضع بالغ الأهمية لكنه في نفس الوقت بالغ الحساسية فهنا في موضوع ليبيا لا بد أن تتفهموا ولا تربطوا.. حيبيعوا البترول للغرب حيبيعوه لأوروبا وهذه مسألة مهمة جدا وحيستنوا على البحر الأبيض بهذا الشكل وإحنا دلوقت قاذفاتنا كلها وحتى جزء من طائراتنا اللي إحنا واخدينها منكم اللي عاوزين نبعدها موجودة في المطارات الليبية لأنها هناك في مأمن فهذا عمق مهم جدا ونحن حريصون عليه، فإذا كان عندكم أي حاجة فيما يتعلق بليبيا اسألونا لكن نحن نتصور أنكم مطالبون بأن تدرسوا بأكثر مما يبدو على السطح ما تأخذوش الكلام بهذه الطريقة. الحاجة الخامسة، نحن نعلم -لأن هنا بريجنيف دخل قال إيه؟ قال طيب ما فيش برجوازية في ليبيا لكن البرجوازية الموجودة في مصر بتهاجمنا، فجمال عبد الناصر قاطعه قال له النقطة الثانية اللي حأتكلم فيها هي من يهاجمكم في مصر، أول حاجة اللي ممكن بيهاجموكم في مصر هم اللي ممكن بيهاجمونا إحنا، المجتمع المصري مجتمع مختلف ما هواش زي المجتمع عندكم، المجتمع المصري عندنا الترابط العائلي فيه العائلة لا تزال العائلة أكثر من الطبقة يمكن لا تزال هي الجزء المؤثر والفاعل، في طبقات في ناس في عائلات نحن انطبقت عليها قوانين الاشتراكية ولا نستطيع إلا أن نفهم موقفها، لا بد أن نفهم موقفها لما يقعدوا ويتخانقوا معنا أو يهاجمونا هذا طبيعي وهذا حقهم ولا أستطيع أن آخذ كل واحد بيهاجم النظام أو بيهاجمكم لأننا أخذنا حاجة من أملاكه لا أستطيع أن أضعه في السجن فلا بد أن نقبل أنه في قدر كبير جدا من النقد وأن هذا النقد ممكن يكون قوي موجها في جزء منه لكم لكن أرجوكم أن تفهموا أن هذا النقد بالدرجة الأولى موجه للنظام لكن علينا أن نقبله وعلينا أن نفهمه خصوصا أنه في أشياء كثير جدا جرت على غير ما كنا نرغب وأولها هذا الموقف اللي إحنا موجودين فيه بسبب ما جرى في يونيو وهذا موقف يقتضي منا جميعا أن نتسامح وأن نفهمه لكنكم تتصورون أن هذا كلام موجه لكم أنتم أو أن بعض الضيق اللي فيه موجه لكم أيوه في حاجات موجهة لكم لكن ما يجيء إليكم هو ما كان موجها لنا وممكن بعضه أصابكم فما تتكلموش في هذا. حصل هنا في هذه اللحظة حاجة تمسني بقى مباشرة أو متصلة بي مباشرة، جمال عبد الناصر بيتكلم وأنا بأكتب ومستغرق في اللي بأكتب فيه وبأحاول ما يفتوتنيش حاجة لكن لقيت بريجنيف فجأة بيقول اسمي، غاسبادين هيكل، مراد غالب جانبي من الناحية الثانية لأنه السفير هو جانبي وهو بيكتب المحضر الرسمي للجلسة وأنا أكتب بلحظات وأتأمل إيه اللي جاري وإيه اللي حاصل ومسجل حاجات ده خرج وده دخل وده عمل إيه وده عمل إيه وحتى على سبيل المثال وهي في حاجات كثير قوي أنا شفت قارنت بين المحضر الرسمي والمحضر اللي أنا عامله في كثير قوي فوارق بما فيها مثلا واقعة أنا أعتقد أنها كانت ممكن تبقى مهمة قوي بما فيها أنني لقيت ورقة جاية لبريجنيف وبعدين بريجنيف بيقوم من مطرحه يديها لبادغورني وبعدين بادغورني بيقرأها وبعدين بينده للماريشال غراتشكو وبعدين بيبص فيها وبعدين حد بيجي من بره القاعة وبعدين ورقة ثانية راحت لبريجنيف وبعدين بريجنيف طلب قلما أحمرا بالتحديد ووقع وإدوها وده كله أوقف الجلسة لثوان فأحسوا هم أن إحنا لازم نعمل حاجة يقولوا لنا إيضاحا إيه اللي جرى يعني فقالوا والله إحنا دلوقت جاءت لنا معلومات أن في محاولة انقلاب ضد سياد بري في الصومال وإن إحنا اتفقنا على أن نبعث رسالة تحذير إلى رئيس الدولة في الصومال يخلي باله، طيب، أنا كنت بأتابع ده وإذا ببريجنيف بيقول اسمي فأنا بأقول لمراد غالب، مراد بيقول إيه بريجنيف؟ مراد بيترجم روسي، هم بيتكلموا روسي والمترجم بيترجم، مراد بيعرف روسي فأنا من تعجلي بأسأل مراد فلقيت بعدين المترجم سيرجيه بدأ يقول -مراد ما لحقش يترجم لي حاجة- ولقيت سيرجيه بيقول إن في موضوع أيضا أنتم بتطلبوا منا نتغاضى عن بعض اللي حاصل للخبراء وما يلبسوش لبسهم الرسمي وأنه كذا لكن إحنا شايفين أن في حاجات كثير قوي الشعب المصري يبدو أنه مش عاوز خبراء من عندنا، فجمال عبد الناصر بيقول لبريجنيف بيقول له منين بتقول إن الشعب المصري مش عايز خبراء من عندكم؟ يا أخي أنا بأطلب الخبراء، قال له لا بيتصوروا أنهم بيتدخلوا في شؤونكم، قال له لو أنا أحسيت أن في خبير بيتدخل أو في خبراء بيتدخلوا في أي حاجة خاصة بنا خارج الوظيفة فأنا أول واحد حيطلب وضعهم على مركب في إسكندرية ويجيوا لكم على ميناء أوديسة، بريجنيف ما انبسطش قوي من الرد ده لكن قال هنا بقى دخل قال اسمي قال السيد هيكل بيعرف أنه هو عنده معلومات وهو بيقولوا رجالته أو وزارته بتقول إن الخبراء السوفيات مكروهين في مصر وأن الشعب المصري مش عاوزهم.
جدول الأعمال.. كسر عمود خرسانة رئيسي
محمد حسنين هيكل: دخلت في الكلام رفعت يدي في الكلام وقلت له هل أستطيع أن أعرف السيد الرئيس بيقول الكلام ده على أساس إيه؟ قال لي أنت عندك في وزارتك قمتم باستقصاء علشان تعرفوا موقف الشعب المصري تجاه الخبراء السوفيات وتوصلتم إلى تقرير رسمي كتبموه أن الشعب المصري بيرفض وجودهم، قلت له الحقيقة ده كلام، الرئيس عبد الناصر بص لي وطبعا علي صبري والرئيس بيسألني باللغة العربية بيقول لي إيه؟ في حاجة كده؟ قلت له ما فيش حاجة من النوع ده أبدا ما فيش حاجة أبدا، وقلت لبريجنيف رديت عليه قلت له سيادة الرئيس ليس هناك فيما أعلم أي شيء ومع ذلك فأنا بعد الجلسة سوف أتقصى إذا كان ده كلام له أساس لكن أنا أؤكد لك أن هذا صعب جدا. الكلام استمر بعد كده الكلام اللي فيه حساسيات تقريبا انتهى وبعدين بدأنا نخش جدول الأعمال بدا جدول أعمال طبيعي، الرئيس إدى الكلمة لمحمود رياض وزير الخارجية أنه هو.. هو أولا عمل عرضا بدأ هو لأنه انتقلنا من جزء المصارحة اللي فيه كلام صريح وهم سمعوه والحقيقة كانوا بيسمعوا باهتمام وقد ربما أدهشهم أن كل المسائل اللي كانت ربما بتجول في أذهانهم وبتخلق بعض الشكوك أنها طرحت بهذه الطريقة من أول لحظة وأن الكلام مشي فيها وأنهم سألوا فيها أسئلة ومعظم الأسئلة الحقيقة يعني كانت كلها كلها غريبة قوي، اهتمامهم باللي كان جاريا في ليبيا في ذلك الوقت وبعدين الحاجة التالية لذلك طيب الجبهة الشرقية ليه بتتكلموا على أنه يعني مؤتمر طرابلس في اللي إحنا سمعناه عن مؤتمر طرابلس أنه لم تتوصلوا إلى تنسيق عمل وجمال عبد الناصر كان بيقول إنه علينا أن ندرك أنه في أسباب سياسية، في واقع الأمر أن هو كان بيتكلم على المزايدات اللي حصلت في طرابلس اللي هم قالوا والله ما فيش حاجة اسمها إزالة آثار العدوان لكن في حاجة اسمها تحرير الأرض كاملة سواء 67 أو 48 وتدمير إسرائيل وإحنا كنا بنشوف جمال عبد الناصر كان بيشوف أن هذا كلام صعب جدا في هذا الوقت وأن هو زي ما قال القذافي أن كل اللي هو عاوزه أن يكسر عمود خرسانة رئيسي في هذا البناء الإسرائيلي وسوف يقع وأن المواجهة الكاملة إذا كان حيبقى هدفها هو إزاحة إسرائيل فنحن نتحدث عما لا قبل لنا به في هذه المرحلة وأن وقتها ما كانش يمكن لسه نظرية خفق الفراشة كانت لسه ما طلعتش أن خفق جناح فراشة في كاليفورنيا يعمل إعصارا في إندونيسيا ما كانتش لسه ظهرت لكن كان ظهر كلام كثير جدا على أنه ما حدش بيحسب في حركة المناخ في العالم تأثير خفق بلايين الطيور اللي بتطلع هواء وهي تخفق بأجنحتها واللي بتعمل أثرا في البيئة دون أن يحسب أحد حسابها، لكن جمال عبد الناصر كان بيتصور أن عمود خرسانة رئيسي في مبنى كسره سوف يؤدي إلى تداعي هذا المبنى وإلى سقوطه. على أي حال كان ده كله كان عمل مشاكل في طرابلس فهم هنا بدؤوا يسألون طيب ليه ما فيش عمل موحد؟ خلص جمال عبد الناصر خلص العرض الأولاني على الموقف السياسي العام، بيسأله بريجنيف هنا في هذه اللحظة بيقول له أنك أنت غريب قوي أنك لم تقبل مشروع روجرز ونحن شاركنا فيه ثم أنت تقبل الآن أو على وشك أن تقبل مبادرة روجرز وليس عليها إلا علم أميركي فجمال عبد الناصر بيقول له أنا أقبلها لأن عليها بالتحديد علم أميركا لأن العلاقات بين أميركا وبين إسرائيل في هذه اللحظة في هذه التوتر العالي في هذا المناخ إلى آخره تعطي فرصة لعمل ودليلي على هذا أنه فيه حاجة هو أن الوزارة الائتلافية في إسرائيل على وشك أن تنكسر، في مناخ هنا يدعونا إلى أن نقبل مخاطرة من هذا النوع وعلى أي حال فهي جزء مما يمكن أن نتصرف في إطاره وتحته إلى ما هو أبعد منه وأوسع. في ذهنه طبعا كان موضوع العمل العسكري القادم وصدق على الخطة أوغاريت قبل ما يسافر موسكو، فهنا أظن أنه بشكل ما خلص جمال عبد الناصر الموقف السياسي جاء الموقف العسكري والفريق فوزي، الموقف العسكري هم عندهم كان تفاصيل كثير قوي كافية عن اللي بيجري، لما جاءت هم كانوا مذهولين أنه على الجبهة المصرية سقط ثماني طائرات، ستة أو ثماني طائرات فانتوم في نفس اليوم اللي إحنا جايين وأنه -وهذا هو الأهم- ساعة ما وصلنا موسكو الفريق صادق بعث للفريق فوزي برقية بيقول له فيها إن طياري هذه الفانتوم موجودين عندنا وقد أسرناهم جميعا فيما عدا واحدا قتل لكن موجودين طياري الفانتوم ففي بشكل ما الموقف العسكري كان ظاهرا أن في قدرات جديدة وأن الصواريخ الجديدة حرب الصواريخ بتعمل في حاجة بتحصل في شيء جاري. في موضوع الكباري موضوع جسور العبور استغرق وقتا طويلا قوي وهو ده اللي دعا إلى أن يبقى في كلام على الجبهة الشرقية وجمال عبد الناصر بيقول.. هم بيقولوا طيب مش أولى أنه بدل ما.. أنتم بتطلبوا جسور عبور أكثر لأنكم تتوقعون التركيز في الطيران الإسرائيلي أكثف عندكم إذا كنتم منفردين بالعمل طيب مش يبقى العمل من سوريا.. فجمال عبد الناصر كان بيقول كانت وجهة نظره عدة حاجات، الحاجة الأولانية أنه من سوء الحظ أنه في خلافات سياسية في هذه اللحظة حتى أحزاب في وضع في العالم العربي الخلاف فيه لم يعد بين تقليدي وجديد، في تقليدي مرتكز على أفكار تقليدية لكن في إسلامي مرتكز على فكرة الدين لكن في الجديد أيضا في بعثيين وفي شيوعيين وفي قوميين مش عارف مستقلين لكن في splinter groups في أحزاب شظايا أو.. حتى البعث في العراق كان متخانقا مع البعث السوري فبيقول جمال عبد الناصر إن الظرف السياسي قد لا يسمح باتفاق مسبق على خطط محددة لكنه يعتقد أنه إذا بدأت الجبهة المصرية فحتزيد ضغوطا شديدة جدا على الأنظمة بما يجعلها قادرة على الانخراط بشكل ما في مرحلة ما من مراحل الصراع المسلح القادمة لكن هو على أي حال في هذه اللحظة جرب قدر ما يستطيع أن تبقى في خطط كاملة متسقة ومتناسقة، الحقيقة أن ده كان لازم ينتظر حاجة مختلفة خالص لسوء الحظ أن الاتفاق على خطة كان لازم ينتظر حاجتين، أن جمال عبد الناصر بكل الجو الأسطوري اللي حواليه يبعد يختفي وأنه يجي حد ثاني يمكن كان أسهل يطمئن أطراف وحلفاء آخرين في العالم العربي إلى أنهم بيتعاملوا مع بشر عاديين مش مع أساطير يخافون أن يبتعلهم أضواؤها ومجدها وإلى آخره يعني لكن أنا أعتقد أنه كان صعبا جدا يعني أن تنشأ جبهة شرقية في وجود جمال عبد الناصر لأن وجوده بهذا الحجم الجماهيري اللي كان له كان باستمرار في الغالب عنصر إقلاق عند بعض الأحزاب أو عند بعض الناس الآخرين وعلى أي حال دي قضية ثانية لكن أنا شخصيا واحد من الناس اللي كنت شايف صعوبة عمل جبهة شرقية وهو موجود، أهميتها ظاهرة ضرورتها محتمة لكن وهو موجود في مشكلة نفسية في قضية كبيرة قوي طويلة يطول شرحها. لكن على أي حال كان بيعتقد أن المعركة لم يعد ممكنا أن نتنظر أكثر مما انتظرت وأنه جاء الوقت لخطوة أوسع وأبعد وأنه ليس ضروريا أن يكون كله منسق قبل البدء في أي حاجة لكن يكفي قوي أن جبهة واحدة تبدأ فتكسر عمودا في نظرية الأمن الإسرائيلي وحيتخلق موقف آخر له مضاعفاته وله تداعياته وله سنده التاريخي وليس علينا أن نقلق بزيادة الحرص على تخطيط دقيق أدق قد لا يلتزم به أحد، ممكن قوي وشفنا سنة 67 كان في حاجات كثير قوي وكان في ورق كثير قوي وكان في خطط ورسوم لكن كله عند اللزوم لم يقف أمام أي اختبار حقيقي في أرض المعركة. لكن هنا السوفيات كانوا من ناحية اللي فتح الموضوع كان جسور العبور وبدؤوا يعني بدؤوا يتكلموا فيها على يقدروا يصنعوا جسورا وإلى أي مدى وعندكم جسور قد إيه وبدأ الفريق فوزي يحاول يشرح والفريق فوزي كان عنده مشكلة لأنه هو كان عاوز يتخلص من كبير المستشارين اللي عنده كاتيشكن وأنا شايف قدامي جوابا أنا جبته معي للفريق صادق هنا لأني أنا سبتهم قبلها بشوي سبت الوفد هناك ما كملتش معه لغاية الآخر لأنهم قعدوا 15 يوما لأن الرئيس بعد الجلسة الأولى أحب يروح يكمل استشفاء في بربيخا ويكمل كشف على صحته وإلى آخره وأنا ما قعدتش في هذه المدة. فجبت منه لكن لقيت مثلا فوزي بيتكلم على كاتيشكن كبير الخبراء وبيصفه بيقول أنا أريد أن أتخلص من كاتيشكن البايخ، كلمة البايخ بدت لي غريبة قوي من قائد عام للقوات المسلحة يعني على كبير الخبراء، آه بايخ يعني ممكن الناس يقولوها في حوارات العادية لكن في تقارير رسمية أنا لقيتها شوي يعني. لكن الفريق فوزي وهو قاعد بيتكلم على الطلبات وخصوصا كان عندنا في مسألة كبيرة قوي الحقيقة وهو أنه في ذلك الوقت كانت جاي لنا تقارير كثير جدا سواء من الضباط المصريين في موسكو اللي بيدرسوا واللي في طواقم الصواريخ جاي تقارير كثير جدا عن سام6 صاروخ سام6 اللي العسكريين المصريين اللي كانوا في الاتحاد السوفياتي بعضهم كانوا قرؤوا عنه وبعضهم سمعوا عنه وهم موجودين بالاتحاد السوفياتي كانوا مبهورين بالـ سام6 لأن السام 6 صاروخ قادر جدا على الطيران المنخفض لكن عنده ميزة أنه متحرك وأنه هو متركب على مدرعات وهو قادر أن يطلق نيرانه وهو في الحركة والعسكريون المصريون بشكل أو آخر واللي كانوا بيتصوروا أن في حائط صواريخ ثابت سواء من سام2 اللي كان عندنا في الأول أو سام3 اللي بيواجه الارتفاعات المنخفضة بيتصوروا أن حائط الصواريخ الثابت ده يخدمه جدا أن يكون قدامه مدد أو يكون قدامه طلائع من سام6 المتحرك خصوصا عندما تعبر القوات إلى الناحية الثانية وتبقى بتواجه طيرانا قريبا منها قد لا تطاله الطيران المنخفض الموجود في الخلف جانب الاعتماد على الصواريخ المحمولة باليد واللي كانوا شباب المؤهلات كانوا هم أبرع ناس فيها هي والمولودكا، فالفريق فوزي بدأ يتكلم لكن الكلام خلص الجلسة الأولى خلصت عندنا جلسة بعد الظهر ثانية لكن في مسألة بقى معلقة علي أنا بالذات، أول ما خلصت الجلسة طبعا طبيعي جدا أن الرئيس نده لي، كنا حنروح نتغدى بعد كده لكن قبل الغداء اجتماع صغير قوي كان موجودا فيه هو والسيد علي صبري ومحمود رياض وأنا، الفريق فوزي كان مشغولا مع الماريشال غريتشكو، بعدين بيقول اللي الرئيس إيه الحكاية بتاعة الخبراء دي؟ فقلت له أنا حأطلع دلوقت حالا أتصل بمكتبي، وفعلا في الفترة دي كنت اتصلت بالدكتور عبد الملك عودة كان مدير مكتبي في الأهرام وكان معي في وزارة الإرشاد القومي في ذلك الوقت، قلت له عبد الملك عاوز تحقيقا، في حاجة من دي؟ هل في قضية في هذا الموضوع في أي حاجة هل ممكن يكون في حاجة قريبة؟ عبد الملك قال لي في التلفون أنا ليس لي علم بأي حاجة من هذا النوع وعلى أي حال أنا حأشوف وحأتصل بك، دخلت أنا ثاني راجع ثاني لمطرح ما كنت أقول لهم إنني تكلمت وإن حيبقى عندي معلومات لقيت الماريشال غرتيشكو بيقول لي مش عاوز الورقة دي آخذها، أنا كنت أخذت الورقة دي ووريتها له اللي هو كان قاعد بيرسم فيها وبعدين بيقول لي أنت عندك مشكلة يظهر، قلت له أنا عندي مشكلة وبأحاول أحلها لكن أنت المشكلة دي أنا حأديها لطبيب نفسي لأني أنا عايز أعرف الأطباء النفسيين يقدروا يشوفوا أنت كنت بتفكر إيه وأنت عمال تعمل هذا الدودل فأنا حأوديه لطبيب نفسي، فبريجنيف بيسأل إيه ده؟ فبيقول له غرتشكو بيقول له الرفيق بريجنيف الرئيس، الرفيق حاجة كده، هو هيكل مش عاوز ينسى أنه صحفي واخد الورقة دي وأنا كنت بأرسم فيها حاجات وهو بيهددني بها ومش عاوز ينسى أن هو صحفي، فبريجنيف بيسألني بيقول لي أنت مش عاوز تنسى أنك صحفي؟ قلت له لا سيادة الرئيس حطها بطريقة مختلفة، أنا مش عاوز أتذكر إلا أنني صحفي فقط. تصبحوا على خير.
المصدر : منتى مدينة القرين
[b]