amir صاحب الموقع
احترام القوانين : الاوسمه :
رقم العضويه : 1 عدد المساهمات : 209 نقاط : 630 تاريخ التسجيل : 14/06/2012
| موضوع: حكم الانتساب الى الجماعات الاسلاميه الموجوده الان فى الساحه؟ السبت يونيو 30, 2012 9:40 pm | |
|
" حكم الانتساب إلى الجماعات الإسلامية الموجودة الآن في الساحة ؟ "
السؤال :
ما حكم الانتساب إلى الجماعات الإسلامية الموجودة الآن في الساحة ؟ ونريد خطوطاً واضحة في التعامل معها ؟
الجواب :
أولاً : يا أخي ! أنا لا أقر ولا أوافق على التكتل الديني ، بمعنى : أن كل حزب يرى نفسَه أنه منفرد عن الآخرين؛ لأن هذا يدخل في قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [الأنعام : 159] .
ولهذا تجد هؤلاء المتفرقين عندهم من كراهة بعضهم لبعض أشد من كرههم للفاسقين الذين يعلنون بفسقهم - كما نسمع - حتى إن بعضهم يضلل الآخر ويكفِّره بدون سبب للتكفير .
فأنا لا أرى التكتُّل والتحزب الديني ، وأرى أنه يجب محو هذه الأحزاب ، وأن نكون كما كان الصحابة رضي الله عنهم عليه ؛ أمة واحدة ، ومن أخطأ منا في طريق عَقَدي أو قولي أو فعلي فعلينا أن ننصحه وندله إلى الحق ، فإن اهتدى فهذا المطلوب ، وإن كان الصواب معه وجَبَ علينا الرجوع إلى ما كان عليه هو ،
وإذا كان الصواب معنا وأصَرَّ على ما هو عليه بلا تأويل سائغ ، فحينئذ نحذر من رأيه ومما ذهب إليه دون أن نعتقد أننا في حزب وهو في حزب ، فنشطِّر الأمة الإسلامية إلى شطرين أو أكثر .
فأرى أنه ينبغي لنا بل يجب علينا أن نكون ضد هذه الأحزاب ، أي : ضد التحزب . والحمد لله ! الأمة كما اتفق أولها على جادَّة واحدة وطريق واحد فيمكن أن يتفق آخرها .
السائل : فهل تحذِّر من هذه الأحزاب ؟!
الشيخ : لا . أنا أحذِّر من التحزب .
السائل : ولكن واقع الأحزاب بنفس هذا المعنى !
الشيخ : لا ؛ لأني لو قلت : أحد الأحزاب فقد يكون هذا الحزب على حق ، فلا أحذِّر منه ، بل أحذِّر من التحزب ، وأرى أنه يجب على مَن يقال عنهم : إن هؤلاء من التبليغ ، وهؤلاء من الإخوان ، وهؤلاء من السَّلَفية ، وما أشبه ذلك ،
أرى أنه يجب أن يجتمع بعضُهم إلى بعض ، وأن يتدارسوا الأمر ، وأن يخرجوا بفكر واحد ورأي واحد . أما أن يتعادَوا الآن كما هو في الساحة ؛ فتجد هؤلاء يسبون هؤلاء ، ويقعون في أعراضهم ، فهذا يُوْهِنُ الجميع . فالعامة إذا رأوا أنهم في عمىً ؛ هذا يقول : الحق عندي ، والباطل مع ذاك ، وذاك يقول : الحق عندي ، والباطل مع الآخر ، فإنها تبقى متحيِّرة .
السائل : بِمَ تنصح طالب العلم اليوم ؟ فهذا موضوع مهم ويحتاج إلى فتوى صريحة ؛ لأن الشباب تفرقوا !
الشيخ : أنا الآن أعطيتك فتوى صريحة : فأنا أرى أنه لا يجوز التحزب أبداً .
السائل : وبالنسبة للانتساب يا شيخ ؟!
الشيخ : ولا الانتساب ، فالانتساب معناه : أنك تشعر بأنك منفرد عن الآخرين ، وكيف تنفرد عن الآخرين وهم إخوانك من المؤمنين إذا ما أخطئوا في شيء عَمَلي أو عَقَدي ، إذْ الذي ينبغي عليك أن تجتمع بهم وتناقشهم وتبين لهم الخطأ . لكن ثق بأنهم إذا سمعوا - مثلاً - أن الآخرين يقدحون فيهم أو يحذِّرون منهم ، فسيزداد تمسكهم بما هم عليه ، حتى وإن كان باطلاً ، فهذه طبيعة النفس البشرية .
ولكن لو أننا قلنا : يا جماعة ! كلنا إخوان مسلمون ، كلنا نريد الوصول إلى شريعة الله ، فلنكن عليها سواءً ، فإذا كان الله عزَّ وجلَّ يقول : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً } (آل عمران:64)
فكيف بإخواننا المسلمين ؟!
فمثلاً : التبليغيون : عندهم قاعدة : أن يخرج الإنسان ثلاثة أيام ، أو أربعة ، أو أسبوعاً ، أو شهراً ، فنبحث هذه الطريقة ، وننظر ما هي ؟
وعندهم كذلك : عدم الخوض في المسائل العلمية ، والتعمق فيها ، فنبحث معهم ، ونقول : لماذا تقررون ثلاثة أيام ، أو أربعة ، أو أسبوعاً ، أو شهراً ، أو ما أشبه ذلك ؟ لماذا ؟ وننظر إذا كان لهم غرضٌ صحيح ومقصودٌ نافع ، فلا نذهب لنُبَدِّعَهم ، ونشهِّرَ بهم من أجل ذلك .
وإذا كانوا يكرهون المناقشة في العلم والتعمق فيه ، نسألهم : لماذا ؟ فإن قالوا : لئلا تحصل عداوة بين المتناقشين ، قلنا : هذا غلط ، فالإنسان الذي يريد الحق لو ناقشه غيرُه للوصول إلى الحق لا يكرهه ، بل يقول : هذا من نعمة الله عليَّ أن أحداً يناقشني ؛ حتى إذا كنتُ على خطأ تبيَّن لي خطئي .
لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين رقم 45 | |
|